غالباً ما يتحفنا المصممون بأحذية ذات كعوب شاقهة في عروض الأزياء ، ورغم جمال تصاميمها إلا أن لا يمكنك ارتدائها ليس فقط لأنها غير عملية ، بل أيضا لأنها تفتقد الأناقة، رغم كل ما يدعيه البعض من انه فني ومبتكر.
باسم الموضة والماركات العالمية ، وأسلوب التسويق المتقن ، بالإضافة إلى هوس الكثيرات بالتقاليع الجديدة تجد تصاميم الأحذية الغريبة والعالية جداً مكاناً مرموقاً في المحلات التجارية .
فصناع الموضة يستمرون في إتحافنا، موسما بعد موسم، بأحذية تزيد غرابة وعلوا وسمكا مثلما هو الحال الآن، حيث تحولت إلى ما يشبه البسطال مع إضافة الكعب المسطح العالي، بحيث يبقى من الصعب تصديق أن المرأة التي ستشتريها وتمشي بها في الشارع ستقبل عليها من باب الفنية أو لأن تصميمها يروق لها، فكل ما في الأمر أنها تقع في خانة الموضة، وتأتي بتوقيع مصممين عالميين من أمثال "لاكروا" و"مارك جايكوبس" و"برادا" وغيرهم ممن ركبوا موجة العالي والخطير.
كانت مادونا من النساء اللواتي جربن هذه الأحذية، لكن ما يناسب مثيلاتها لا يناسب المرأة العادية التي عليها التوجه كل صباح إلى مكان العمل بواسطة المواصلات العامة أو مشيا على الأقدام.
إذا كانت الإكسسوارات الخاصة بالخريف والشتاء الماضيين، التي ستستمر إلى الربيع والصيف، والتي بدأ عرضها في الأسواق هي المقياس، فإننا سنرى الكثير من هذه الأحذية، بل وربما سيجعلنا التعود على رؤيتها نتقبلها ونكتشف فيها يوما جماليات ما زالت غائبة عنا الآن.
تفاؤل المصممين من تسويق هذه التصاميم يعود إلى الأزياء التي أصبحت هي الأخرى مهندسة بطريقة عرضية ومنفوخة، الأمر الذي يستدعي خلق نوع من التوازن، حسب تفسيرهم، إذ ليس من المعقول ارتداء فستان من "بالنسياجا" أو "إيف سان لوران" بأكمام وطواطية وتنورة منفوخة مع حذاء بكعب رفيع، فإن المظهر حينها سيبدو نشازا وغير متناسق. من هنا تأتي الحاجة إلى أحذية "خشنة" نوعا ما في تصميمها. في عرض "كلوي" مثلا لربيع وصيف 2007، رأينا العارضات بأحذية بلاتفورم لا علاقة لها بالأنوثة مع فساتين عريضة بعضها رائع في ما لو تم تنسيقه مع اكسسوارات مناسبة، والبعض الآخر كل ما يشفع له انه يحمل اسم "كلوي". في عرض "مارك جايكوبس" .
كانت هذه الأحذية الغريبة أيضا حاضرة، وكأن الأمر لا يكفي جعل "جايكوبس" عارضاته يلبسنها مع جوارب قصيرة لتكتمل صورة ضحية الموضة تماما. ولا يمكن أن يكتمل الحديث عن هذه الأحذية "المؤذية" للعين والأقدام من دون الحديث عن كبوات العارضات فيها على منصات عروض الأزياء. أشهرها كانت لناعومي كامبل في عرض "فيفيان ويستوود" منذ 13 سنة، تحول بعدها الحذاء الذي كانت ترتديه ـ كان علوه 8 بوصات ـ إلى تحفة معروضة في معرض اليابان، واعتقد معظمنا أن هذا هو المكان الأمثل له، لكننا في المواسم الأخيرة رأيناه يعود، ويعود معه تساقط غيرها من العارضات اللواتي فقدن توازنهن وهن يتأرجحن بين الألم والحرج